يمتدّ على البحر المحيط الى شنترين وهى آخر بلاد الاسلام على هذا البحر من جانب بلد الروم، فلو انّ رجلا سار من البصرة على السواحل حتّى يعود الى ما يحاذيه من ارض الاندلس لا يحتاج الى ان يعبر نهرا او خليجا امكنه وقد ذكرت ما على هذا البحر من المدن والبقاع من السوس الاقصى الى ان ينتهى الى ارض مصر والى آخر الشام من الثغور الى اولاس وما يحيط به من بلد الاندلس ما يغنى على اعادته، فاذا جزت أولاس دخلت جبالا تنتهى الى بحر الروم يقال لها قلمية وقلمية مدينة كانت للروم وبعض ابواب طرسوس يسمّى باب قلمية ينسب اليها وقلمية ليست على البحر ولا على شطّ هذا البحر، واذا جزت هذا الموضع بنحو من مرحلة مكان يعرف باللّامس قرية على شطّ البحر فيه يكون الفداء بين المسلمين والروم يدون الروم فى البحر فى السفن والمسلمون فى البرّ فيتفادون وأنطالية حصن للروم على شطّ البحر منيع واسع الرستاق كثير الاهل ثمّ تنتهى الى شطّ الخليج وهو خليج مالح يعرف بخليج القسطنطينيّة وعليه سلسلة ممتدّة لا تعبر فيه سفن البحر ولا غيره الّا باذن مثل المأصر ويقع فى بحر الروم