العراق ببغداد من حلوان الى القادسيّة ١١ مرحلة وعرضه عند سامرّا الى حدّ شهرزور من جهة اذربيجان نحو ٥ مراحل والعامر منه اقلّ من مرحلة وعرضه بواسط نحو ٤ مراحل وعرضه بالبصرة من البصرة الى حدود جبّى نحو مرحلتين خفيفتين وامّا مدنها فالبصرة مدينة عظيمة لم تكن فى ايّام العجم وانّما اختطّها المسلمون ايّام عمر بن الخطّاب ومصرّها عتبة بن غزوان وهى خطط وقبائل كلّها ويحيط بغربيّها البادية مقوّسا وليس فيها مياه الّا انهار وذكر بعض اهل الاخبار انّ انهار البصرة عدّت ايّام بلال بن ابى بردة فزادت على مائة الف نهر وعشرين الف نهر تجرى فيها الزواريق وقد كنت انكر ما ذكر من عدد هذه الانهار فى ايّام بلال بن ابى بردة حتّى رايت كثيرا من تلك البقاع فربّما رايت فى مقدار رمية سهم عددا من الانهار صغارا تجرى فى كلّها زواريق صغار، ولكلّ نهر اسم ينسب به الى صاحبه الّذى احتفره او الى الناحية الّتى يصبّ فيها واشباه ذلك من الاسامى فجوّزت ان يكون ذلك فى طول هذه المسافة وعرضها، واكثر ابنيتها بالآجرّ وهى من بين سائر العراق مدينة عشريّة ولها نخيل متّصلة من عبدسى الى عبّادان نيف وخمسين فرسخا متّصلا لا يكون الانسان منه فى مكان الّا بحيث نهر ونخيل او يكون بحيث يراهما وهى فى مستوى لا جبال فيه ولا بحيث يقع البصر على جبال، وبها قبر طلحة بن عبيد الله من الصحابة فى المدينة وخارج المربد فى البادية قبر أنس بن مالك والحسن