فيه من الفرات الى ان يقع فى دجلة وامّا الصراة فانّ فيها حواجز تمنع من جرى السفن فتنتهى السفن منها الى قنطرة الصراة ثمّ يحوّل ما فيها ويجاوز به ذلك الحاجز الى سفن غيرها وبين بغداد والكوفة سواد مشتبك غير متميّز تخترق اليه انهار من الفرات فاوّلها ممّا يلى بغداد نهر صرصر عليه مدينة صرصر تجرى فيه السفن وعليه جسر من سفن تعبر عليه القوافل ومدينة صرصر صغيرة عامرة بالنخيل والزروع وسائر الثمار من بغداد على ثلاثة فراسخ، ثمّ ينتهى على فرسخين الى نهر الملك وهو نهر كبير اضعاف نهر صرصر وعليه جسر يعبر من سفن وينتهى نهر الملك الى قصر عمر بن هبيرة الفزارىّ باحدى شعبتيه والاخرى ترمى فى دجلة عند كوثى نحو ضيعة تعرف بالكيل ثمّ يمتدّ عمود الفرات حتّى يخرج منه نهر سورا وهو نهر كثير الماء ليس يخرج من الفرات شعبة اكبر منه حتّى ينتهى الى سورا ثمّ الى سائر سواد الكوفة ويقع الفاضل فى البطائح وكربلاء من غربىّ الفرات فيما يحاذى قصر ابن هبيرة وامّا سامرّا فانّها كلّها فى شرقىّ دجلة وليس معها فى الجانب الشرقىّ ماء جار لاكنّ عماراتها وزروعها واشجارها فيما يقابلها من غربىّ دجلة وسامرّا مدينة اسلاميّة ابتدأها المعتصم