يجمد فيه الماء ولا يقع فيه الثلج ولا يخلو من النخل، والعلل بها كثيرة وخاصّة لمن انتابها، وامّا ثمارهم وزرعهم فانّ الغالب على بلاد خوزستان من الاشجار النخل ولهم عامّة الحبوب من الحنطة والشعير والباقلاء واكثر حبوبها بعد الحنطة والشعير الارزّ فيخبزونه وهو لهم قوت وكذلك فى رستاق العراق وليس من بلد ليس به قصب سكّر من هذه الكور الكبار ولكنّ اكثر ما بها من السكّر بالمسرقان ويقع جميعه الى عسكر مكرم وليس بعسكر مكرم فى القصبة كثير سكّر وكذلك بتستر والسوس فانّه يتّخذ منه السكّر والقصب فى سائر المواضع انّما هو للاكل دون ان يتّخذ منه السكّر، وعندهم عامّة الثمار لا يكاد يخطئهم الّا الجوز وما لا يكون الّا ببلاد الصرود وامّا لسانهم فانّ عامّتهم يتكلّمون بالفارسيّة والعربيّة غير انّ لهم لسانا آخر خوزيّا ليس بعبرانىّ ولا سريانىّ ولا فارسىّ، وزيّهم زىّ اهل العراق فى الملابس من القمص والطيالسة والعمائم وفى اضعافهم من يلبس الأزر والميازر، والغالب على اخلاقهم سوء الخلق والمنافسة فيما بينهم فى اليسير من الامور وشدّة الامساك والغالب على خلقهم صفرة اللون والنحافة وخفّة اللحى والضخامة ووفور الشعر فيهم اقلّ ممّا فى غيرهم من المدن وهذه صفة عامّة الجروم، وامّا ما ينتحلونه من الديانات فانّ الغالب بخوزستان الاعتزال والغلبة عليهم دون سائر النحل وفى سائر كورهم من اهل الملل نحو ما فى سائر الامصار