للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لذيذاتِ المقاطعِ مكحماتٍ ... لَوَ أنَّ الشِّعرَ يُلبسُ لارْتُدينا

عمرو بن وابصة:

ومَوقفٍ مثل حدِّ السَّيف قمتُ بِهِ ... أحمِي الذِّمارَ وتَرميني بِهِ الحَدَقُ

فما زَللْتُ وما أُلفيتُ ذا خطَلٍ ... إذا الرِّجالُ على أمثالها زَلَقوا

عمر بن لَجَأٍ:

كَسَا اللهُ حيَّ تغلب ابْنة وائلٍ ... من اللُّؤمِ أظفاراً بطيئاً نصولُها

إذا ارتحَلُوا عن دار ذُلٍّ تعاذَلُوا ... عليها وردُّوا بعضَهم يستقيلُها

عمر بن لَجَأٍ أو صفوان بن عبد يالِيل:

فسائل عامراً عنَّا جميعاً ... بأعلى الجِزع من وادي مِلاحِ

عشيّة لم يكن للرُّمح حظٌّ ... وكانَ الحظُّ فيه للصِّفاحِ

وأفْلتَنا أبو ليلَى طُفيلٌ ... صحيحَ الجِلد من أثرِ السِّلاحِ

هذا من الهجاء الممضّ الشَّديد لأنه قال: أفلتَنا طفيل ولم يُجرح، يريد أنَّه هرب قبل التقائنا وهذا من أشدّ الهجاء عندهم.

أبو البلاد الطّهويّ:

وإنَّا وجدنا النَّاسَ عُودَين طيِّباً ... وعُوداً خَبيثاً لا يَبِضُّ على العصرِ

يَزينُ الفتَى أخلاقُهُ وتَشينُهُ ... وتُذكرُ أخلاقُ الفتَى وهو لا يدرِي

بشامة بن الغدير:

قالتْ أُمامةُ يوم بُرقَة ضاحكٍ ... يا بنَ الغديرِ لقد جعلتَ تَغَيَّرُ

أصبحتَ بعد زمانك الماضي الَّذي ... ذهبتْ بشاشتُهُ وغُصنُكَ أخضرُ

شيخاً دِعامتُك العصا ومُشيِّعاً ... لا تبتَغِي خبَراً ولا تُستخبَرُ

الحارث بن حِلِّزة:

لا أعرفنَّكَ إنْ أرسلتُ قافيةً ... تُلقِي المعاذيرَ إذْ لم تنفعِ العِذَرُ

إنَّ السَّعيدَ له في غيرِهِ عِظةٌ ... وفي التَّجارب تحكيمٌ ومعتَبَرُ

مالك بن تاجرة العبديّ ورويت لغيره:

ونحنُ بنو الفحل الَّذي سالَ بولُهُ ... بكلِّ بلادٍ لا يبولُ بها فحلُ

أبَى النَّاسُ والأقوامُ أن يَحسُبُوهمُ ... فكلُّ كثيرٍ عند قُلِّهم قُلُّ

ومثله قول الآخر:

أرَى كلَّ قومٍ قارَبوا قيدَ فَحْلهم ... ونحنُ خلعْنا قيدَهُ فهْوَ ساربُ

وأمَّا قوله:

وإنْ غضِبُوا سدُّوا المشارقَ بالقَنا ... وبالبِيضِ تُمضيها غَطارفةٌ بُسلُ

فقد تناوله بشَّارٌ فقال:

إذا ما غضبْنا غضبةً مُضَريَّةً ... هتكْنا قِناع الشَّمس أو مطرتْ دَمَا

وما أقربه من قول جرير:

إذا غضبَتْ عليك بنو تميمٍ ... رأيتَ النَّاسَ كلَّهمُ غِضابا

حارثة بن بدر الغُدانيّ:

هو الشَّمسُ إلاَّ أنَّه للشَّمس غَيبةً ... وهذا الفتَى العمريُّ ليسَ يغيبُ

يروحُ ويغدُو ما يفترُّ ساعةً ... وإنْ قيلَ ناءٍ منكَ فهْوَ قريبُ

هذا مثل قول أخت المنتشر ترثيه:

لا يأمنُ النَّاسُ مُمساهُ ومصبَحَهُ ... من كلِّ أوبٍ وإنْ لم يغزُ يُنتظرُ

مثله قول عُروة بن الورد:

مُطلاًّ على أعدائِهِ يزجرونَهُ ... بساحتهم زجرَ المَنيح المشهَّرِ

إذا بَعُدوا لا يأمنونَ اقترابَهُ ... تشوُّفَ أهل الغائب المتنظَّرِ

ما نعرف شيئاً من الشعر القديم ولا المحدَث يلحقه من العيب على تقدُّم صاحبه وإجماع العلماء على تفضيله في الشِّعر وحذقه به مثل هذه الأبيات وهي للكُميت بن زيد يمدح بها النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم، وهي:

فاعْتَتَبَ الشَّوقُ من فؤادي والشِّع ... رُ إلى مَن إليه يُعْتَتَبُ

إلى السِّراج المُنيرِ أحمدَ لا ... تعدِلُني رغبةٌ ولا رَهَبُ

عنهُ إلى غَيره ولو رفَعَ النَّا ... سُ إليَّ العيونُ وارْتَقَبوا

وقيلَ أفرطتَ بل قصدتُ ولو ... عنَّفَني القائلونَ أو ثَلَبوا

إليكَ يا خيرَ مَن تضمَّنتِ ال ... أرضُ ولو عابَ قوليَ العُيَبُ

لَجَّ بتفضيلك اللّسانُ ولو ... أُكثرَ فيه اللَّجاجُ والصَّخَبُ

<<  <   >  >>