هذا لفرعون بعد أنْ طغى، ومن الذي حكم عليه بالطغيان؟ حين تحكم أنت عليه بالطغيان فهو طغيان يناسب قدرات وإمكانات البشر، أمّا أن يقول عنه الحق تبارك وتعالى {إِنَّهُ طغى}[طه: ٤٣] فلا بُدَّ أنه تجاوز كل الحدود، وبلغ قمة الطغيان، فربُّنا هو الذي يقول.
فقوله:{فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً}[طه: ٤٤] فلا بُدَّ أنْ تعطيه فُسْحة كي يرى حُجَجك وآياتك، ولا تبادره بعنف وغِلْضة، وقالوا: النصح ثقيل، فلا ترسله جبلاً، ولا تجعله جدلاً، ولا تجمع على المنصوح شدتين: أنْ تُخرِجه مما ألف بما يكره، بل تُخرِجه مما ألِف بما يحب.
وهذا منهج في الدعوة واضح وثابت، كما في قوله تعالى:{ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة}[النحل: ١٢٥] .