تكلمنا عن (يسألونك) في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخمر والميسر}[البقرة: ٢١٩] .
والسؤال استفهام يعني: طلب فَهْم يحتاج إلى جواب، والسؤال إما أن يكون من جاهل لعالم، كالتلميذ يسأل أستاذه ليعلم الجواب، أو: من عالم لجاهل، كالأستاذ يسأل تلميذه ليعرف مكانته من العلم وإقراره بما يعلم.
وهذه المسألة حَلَّتْ لنا إشكالاً كان المستشرقون يُوغلون فيه، يقولون: بينما الحق تبارك وتعالى يقول: {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ}[الرحمن: ٣٩] يقول في آية أخرى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ}[الصافات: ٢٤] فالأولى تنفي السؤال، والثانية تُثبته؛ لذلك اتهموا القرآن بالتضارب بين آياته.