للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فعلى الأولياء والمعلمين الحرص على تعليم الأطفال ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، على أن يكون التعليم بالرفق واللين، حتى يتقبل الطفل من وليه، ويكون له الأثر العظيم في مستقبل حياته.

كما كان في تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة الأثر العظيم حيث قال رضي الله عنه: "فما زالت تلك طعمتي بعد أي: لزمت ذلك وصار عادة لي" (١) .

ومن اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتعليم الصغار: أنه صلى الله عليه وسلم عندما سمع من البنت الأنصارية الصغيرة قولاً مخالفاً للشرع، بأن نَسَبت إليه أنه يعلم ما في الغد علَّمها ما ينبغي لها قوله، ومنعها من إعادة كلامها. فقد روت الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بُني عليّ (٢) فجلس على فراشي كمجلسك (٣) مني، فجعلت جويريات (٤) لنا يضربن بالدف (٥) ويندبن (٦) من قُتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: "وفينا نبيّ يعلم ما في غد".

قال: "دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين" (٧) .


(١) انظر: فتح الباري، جـ٩/٥٢٣.
(٢) (بُني علي) البناء: الدخول بالزوجة – فتح الباري، جـ٩/٢٠٣.
(٣) (كمجلسك) بكسر اللام أي مكانك، المرجع السابق جـ٩/٢٠٣.
(٤) (جويريات) جمع جويرية، ومصغر جارية، عمدة القاري، جـ٢٠/١٣٥.
(٥) (الدف) الأفصح في (الدف) ضم الدال، وقد تُفتح وهو الذي بوجه واحد عمدة القاري، جـ٢٠/٢١٣٥.
(٦) (يندبن) أي ذكر أوصاف الميت بالثناء عليه وتعديد محاسنه بالكرم والشجاعة ونحوها (فتح الباري، جـ٩/٢٠٣) .
(٧) صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب ضرب الدف في النكاح والوليمة، رقمه (٥١٤٧) ، جـ٦/١٦٧.

<<  <   >  >>