للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يدل على قدم تلك المعاهدات مجيء وفد جهينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد مقدمه المدينة يطلبون منه أن يوثق لهم حتى يأمنهم ويأمنوه (١) .

وذكر ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لبني زُرْعة وبني الرَّبْعة من جهينة أنّهم آمنون على أنفسهم وأموالهم، وأنّ لهم النصر على من ظلمهم أو حاربهم إلاّ في الدين والأهل، ولأهل باديتهم مَن بَرّ منهم واتقى ما لحاضرتهم، والله المستعان (٢) .

ولكن لم تحدد الرواية تاريخ هذه الوثيقة هل كانت بعد الهجرة مباشرة أو لا؟!

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأبواء (٣) ، وفيها وادع مخشي بن عمرو الضمري، وكان سيدهم في زمانه على ألا يغزو بني ضمرة ولا يغزوه، ولا يكثروا عليه جمعاً ولا يعينوا عدوّاً، وكتب بينهم وبينه كتاباً (٤) .

ووادع صلى الله عليه وسلم بني مدلج في غزوة ذي العشيرة التي كانت في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهراً من مهاجره صلى الله عليه وسلم (٥) .

وبعض هذه المعاهدات كانت في فترة مبكرة وبعضها كان متأخراً (٦) ،


(١) انظر: مسند الإمام أحمد (٣/١١٨) ، رقم (١٥٣٩) وفي سنده ضعف كما قال المحقق.
(٢) الطبقات الكبرى (١/٢٧٠) بدون إسناد.
(٣) غزوة الأبواء: كانت في شهر صفر على رأس اثني عشر شهراً من مهاجره (، انظر تفاصيلها في ابن إسحاق (ابن هشام) (١/٥٦١) ، والطبقات الكبرى (٢/٨) ، وتاريخ الطبري (٢/٤٠٧) .
(٤) المصادر السابقة.
(٥) انظر تفاصيل هذه الغزوة في: سيرة ابن إسحاق (ابن هشام) (١/٥٩٨) ، والطبقات الكبرى لابن سعد (٢/٩-١٠) .
(٦) انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد (١/٢٦٤-٢٩٠) فهناك كتابات ومعاهدات كثيرة.

<<  <   >  >>