الأخفش في الأمالي قال أنشدنا سوار بن أبي شراعة قال أنشدنا الرياشي لعمرو ابن حلزة:
لم يكن إلا الذي كان يكون ... وخطوب الدهر بالناس فنون
ربما قرن عيون بشجى ... مرمض قد سخنت منه عيون
يلعب الناس على أقدارهم ... ورجى الأيام للناس طحون
يأمن الأيام مغتراً بها ... ما رأينا قط دهراً لا يخون
والملمات فما أعجبها ... للملمات ظهور وبطون
إنما الإنسان صفو وقذى ... وتوارى نفسه بيض وجون
لا تكن محتقراً شأن امرئ ... ربما كانت من الشأن شؤون
وأظن هذه الأبيات مصنوعة وهكذا كان يقول الأخفش.
ومنهم عباد بن حلزة الذهلي وحلزة أمه وهو عباد بن عبد عمرو أحد بني عوف بن عامر بن ذهل. شاعر فارس وهو القائل في أبيات:
أخليد إني قد فقدت معاشري ... وبقيت في خلق من الجناب
لا ينفعون ولا تزال غريبة ... شنعاء بينهم من الألقاب
وإذا لقيتهم فشر معاشر ... وإذا قعدت رميت بالأذراب
من يقال له ابن حطان منهم مالك بن حطان بن عوف بن عاصم ابن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. شاعر فارس أصيب في يوم أغار فيه بسطام بن قيس على بني سليط بن يربوع وقال قبل أن قتل:
لعمر لقد أقدمت مقدم حارد ... ولكن أقران الظهور مقاتل
يقول من ليس له من يحمي ظهره فهو هالك:
ولو شهدتني من عبيد عصابة ... كماة لخاضوا الموت حيث أنازل
وما ذنبنا أنا لقينا قبيلة ... إذا وكلت فرسانها لا نواكل
يساقوننا كأساً من الموت مرة ... وعرد عنا المقرفون الحناكل