بناجية فضربه بالسيف حتى قتله وقال:
وسائلة لم تدر ما لي وسائل ... بناجي الجرمي كيف تماصع
فيا ليت ليلى غير ما أن يشقها ... رأتني وسعداً حين غاب الطلائع
نخر فنكبو لليدين وتارة ... تمس لحانا الأرض والموت كانع
فلما ابتدرنا قائم السيف لم أكن ... بألوث تنبو كفه والأصابع
وطار بكفي نصله ورياشه ... وفي جيد سعد غمده والرصائع
ولما علاني بالقطيع علوته ... فعض به لين المهزة قاطع
أعوذ الفتيان بعدي ليفعلوا ... كفعلي إذا ما جار في الحكم تابع
فسمي بهذا البيت معوذ الفتيان.
من يقال له المجنون منهم المجنون العامري وهو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس بن عدس بن ربيعة بن جعدة صاحب ليلى العاشق المشهور القائل:
ولم أر ليلى غير موقف ساعةٍ ... يبطن منى ترمي جمار المحصب
وتبدي الحصى منها إذا قذفت بها ... من البرد أطراف البنان المخضب
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرب
ألا إنما أبقيت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب
ومنهم المجنون الشريدي وهو المجنون بن وهب بن معاوية لا أعرف اسمه وكان شريفاً في قومه فجن وعته؛ وبنو الشريد رهط من بني جشم بن معاوية بن بكر وعدادهم في بني عقيل ثم بني خفاجة ثم في بني معاوية بن خفاجة فأتوا به رجلاً من بني عبادة بن عقيل ليداويه فأخذ فأساً فأحماها وجعل يدير حول رأسه فخطفها المجنون منه وجمع بها يديه وضربه بها فقتله فأحجموا عن قتله لجنونه وربطوه في بيت العبادي فطار جنونه، وكذلك يقال إن المجنون إذا قتل ذهب عنه الجنون ووجد في بعض الليالي خلوة وكان للعبادي بنت يقال له خنوف فاندفع ينشد
متى أنا غادٍ يا خنوف فأومأت ... بطرف كفى رجع الذي أنا قائل