كنا بأرض ما يغب غداؤها ... إن الغداء بأرض ثوب عاتم
وكان ثوب مخفاقاً فاتبعه رجلان من بني القليب بن عمر ومعهما ابنة عم لهما ومعه أخوه علاج فصعدوا جبلاً يريدون أن يصيبوا منه شيئاً يأكلوه وتركوا المرأة مع أحد الرجلين في بني القليب فاشتد جهد القليبي فوثب على ابنة عمه فذبحها ثم أورى ناراً فجعل يأكل لحمها ثم جاء علاج بشاة قد أصابها فوجد الرجل قد أكل المرأة. فخطب ثوب بعد ذلك امرأة من قومه فقالت: لا أتزوجه وقد أكل رفيقته فقال ثوب:
يا بنت عمي ما أدراك ما حسبي ... إذ لا يجن خبيث الزاد أضلاعي
إني لذو مرة يخشى نكايته ... عند الصباح ينصل السيف قراع
وعير بني القليب رجل في الإسلام فقال:
عجلتم ما صادكم علاج ... من العتود ومن النعاج
حتى أكلتم طفلة كالعاج
ومنهم ثوب بن النار بن عبادة ويقال ابن عمرو بن ثعلبة أحد بني عدي بن جشم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل وكان كعب وأخواه الضبان بن النار والقعقاع بن النار شعراء. قال أبو اليقظان إنما قيل لهم بنو النار لأن امرأ القيس بن حجر مر بهم فأنشدوه فقال إني لأعجب كيف لا تمتلئ عليكم ناراً جودة شعركم. فقيل لهم بنو النار. وثوب القائل:
كفاني أبو حسان نفسي فداؤه ... تعالى أقوام ذوي نعم دثر
فأضحى عيالي كلهم كعياله ... سواء ثووا في ظل ذي فخر غمر
فاثنوا عليه بالسماحة والندى ... ولا تكفروا إن الكرام ذوو شكر