وقال الخطيب: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وله مائة سنة وثلاث سنين. كان مولده سنة ثلاثين ومائة.
وروى أنه بلغ ذلك السن وهو يركب الخيل ويفض الأبكار.
وقال ابن معين: لو كان أهل الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي لكانوا فيه على نهاية.
وكان يصلي في كل يوم مائتي ركعة.
وولي القضاء للمأمون ببغداد سنة اثنتين وتسعين ومائة، بعد موت يوسف بن أبي يوسف. فلم يزل على القضاء إلى أن ضعف بصره فعُزِل وضُمَّ عملُه إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
ولما مات قال ابن معين: اليوم مات ريحانة أهل الرأي.
له كتاب "أدب القاضي" وكتاب "المحاضر والسجلات".
وقال الصميري: سبب كتابة ابن سماعة للنوادر عن محمد بن الحسن أنه رآه في النوم كأنه يثقب الإبر فاستعبر، فقيل له: هذا رجل ينطق بالحكمة، فاجتهد أن لا يفوتك من لفظه شيء.
فبدأ حينئذ، وكتب عنه النوادر.
قال محمد بن عمران: سمعت ابن سماعة يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى مع الإمام إلا يوم ماتت فيه أمي ففاتتني صلاة واحدة في الجماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة، أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني فأتاني آتٍ فقال: يا محمد! صليتَ خمسا وعشرين صلاة ولكن كيف بتأمين الملائكة؟ والله أعلم.