تفقه على علاء الدين، محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي.
وتزوج ابنته فاطمة الفقيهة، من أجل أنه شرح كتاب "التحفة" للسمرقندي هذا، وسماه "البدائع" فجعله مهر ابنته، فقال فقهاء العصر: شرح تحفته وزوَّجَه ابنته".
وقدم حلب رسولا من صاحب الروم إلى نور الدين الشهيد، فولاه تدريس "الحلاويَّة" عوضا عن الرضي السرخسي بعد عزله.
وصنف أيضا كتاب "السلطان المبين في أصول الدين".
وكان للكاساني وجاهة، وخدمة، وشجاعة، وكرم.
قال ابن العديم: سمعت قاضي العسكر يقول: قدم الكاساني دمشق، فحضر إليه الفقهاء، وطلبوا منه الكلام معهم في مسألة، فعينوا مسائل كثيرة فجعل يقول: ذهب إليها من أصحابنا فلان، وفلان، فلم يزل كذلك حتى إنهم لم يجدوا مسألة إلا وقد ذهب إليها واحد من أصحاب أبي حنيفة. فانفض المجلس ولم يتكلموا معه.
قلت: وجد ونقل من شعره على ظهر نسخة كتاب "البدائع" هذا:
سبقنا العالمين إلى المعالي ... بصائب فكرة وعلو همه
ولاح بحكمتي نور الهدى في ... ليالٍ بالضَّلالة مدلهمه
يريد الحاسدون ليطفؤوه ... ويأبى الله إلا أن يتمَّه