للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي حاتم) ، وما روي عن ابن مسعود أنه قال: " أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله " (رواه عبد الرزاق ورواه ابن جرير بأسانيد صحاح عنه) . وأن من أصابته سراء فليعلم أن ما أصابه إنما هو ما وقع في ماضيه بقدر الله تعالى، وأن ما يقع في مستقبله فلا يزال في علم الله في كنف الغيب، ولا يستبعد أن يكون ذلك ابتلاء من الله فلا يأمنن مكره، ولا يقل إن ما أصابه من النعم كان ينبغي له لعلمه وشرفه وأن تلك النعم كانت حظه في الماضي ولابد أن يكون حظه في المستقبل، واستدل بقول الله عزوجل: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} ١. وقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} ٢.وقوله تعالى حكاية لقارون: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} ٣.ثم أتى بقصة ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص. وأقرع، وأعمى، الذين ابتلاهم الله بالخير فهلك اثنان ونجا واحد منهم، كما في رواية الشيخين عن أبي هريرة.


١ سورة الأعراف آية: ٩٩.
٢ سورة فصلت آية: ٥٠.
٣ سورة القصص آية: ٧٨.

<<  <   >  >>