وبذلك بين للناس ما للإيمان بالقدر من فوائد عملية عظيمة يتذوق حلاوتها من عايشها، وهي الصبر والرجاء وعدم القنوط والجزع عند وقوع البلاء والشكر والحذر وعدم العجب والاختيال عند نزول النعمة، فيكون دائما منشرح الصدر مطمئن البال متكلا على رحمة ربه الواسعة وحكمته العليا.
تأثيرات كتاب التوحيد:
وبعد لمحات قصيرة إلى أهم ما جاء به الشيخ في كتاب التوحيد، أحب أن أذكر هنا تأثيراته الإصلاحية، لا على سبيل الحصر، ولكن على سبيل المثال: ١- إزالة الفهم بدعوة الشيخ، فإن كثيرا ممن شنوا الغارة على الدعوة لم يصل إليهم شيء عن الدعوة إلا ما شوهه المفترون بالأكاذيب، وهؤلاء تغيرت أحوالهم تجاه الدعوة وشخصية الشيخ بعد ما قرءوا ما في الكتاب، بل صار كثير منهم فيما بعد من مؤيديها المخلصين. ٢- كثرة ذكر المواد التي توجد فيه على ألسن الدعاة والوعاظ والمدرسين، وفي المقالات الصحفية والكتب الدينية، حتى على ألسن أولئك الذين أظهروا العداوة ضد الدعوة بدافع العصبية المذهبية أو الطائفية. ٣- اللجوء إلى الاستدلال بالكتاب والسنة على إثبات العقائد الدينية، حتى على إثبات العقائد التي قرروها بأدلة عقلية صرفة. ٤- قلة المنازعة والمجادلة في مسائل كلامية، إلا في بيئات محدودة. ٥- هدم كثير من أبنية القبور والأشجار والأحجار والموارد التي كانوا يتبركون بها، ولا سيما في المناطق التي كان أكثر أهلها ممن انتسبوا إلى الجمعيات الإصلاحية. ٦- عدم بناء الأبنية على قبور الخواص ممن كانوا ينتسبون إلى الحركات الإصلاحية. ٧- غياب كثير من الحفلات التي كانوا يقيمونها لذكرى موت أحد من العلماء والصالحين مرة في السنة، والتي يسمونها في عرفهم " ذكرى الحول "، وكثير من حفلات مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي يذبحون لها الديوك تقربا إلى الشيخ.