للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك من دعاويكم الباطلة، ولن تجد في كتب المذكورين وغيرهم من العلماء المحققين إلا ما يبطل حجتك، بل يوجد في كلام كثير ممن ليس من أهل العلم المعروفين به شيء كثير تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ". ١

قال المعترض: وعصر الناظم متقدم على عصر ابن تيمية ولم ينقل عن ابن تيمية الإنكار عليه.

قلنا: إن كان نظمه هذا قد بلغ الشيخ فهو ممن عنى بقوله: "والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم بعد موته موجودة في كلام بعض الناس مثل يحيى الصرصري ومحمد بن النعمان وأمثالهما. قال: وهؤلاء لهم صلاح لكن ليسوا من أهل العلم بل جروا على عادة كمن يستغيث بشيخه عند الشدائد ويدعوه"، وقد يكون البوصري وغيره ممن أراد بقوله وأمثالهما.

وقد صنف شيح الإسلام -رحمه الله- كتابا في الرد على من جوز الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وقرر أن ذلك من الشرك قال -رحمه الله- "وقد طاف هذا بجوابه -يعني الذي أجاز فيه الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم- على علماء مصر ليوافقه واحد منهم فما وافقوه، وطلب منهم أن يخالفوا الجواب الذي كتبته فما خالفوه مع أن قوما كان لهم غرض وفيهم جهل بالشرع قاموا في ذلك قياما عظيما واستعانوا بمن له غرض من ذوي السلطان مع فرط عصبيتهم وكثرة جمعهم وقوة سلطانهم ومكايد شيطانهم". انتهى.

فهؤلاء علماء مصر في ذلك الزمان لم يخالفوا ما كتبه الشيخ فعدم مخالفتهم دليل الموافقة لا سيما وحال أكثر أهل ذلك الزمان مع الشيخ ومخالفتهم له في أشياء غير ذلك معلومة، فلو رأوا لمخالفته في هذه المسألة


١ أخرجه البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: "لتتبعن سنن من كان قبلكم" حديث رقم ٧٣٢٠، ومسلم، كتاب العلم، باب: اتباع سنن اليهود والنصارى حديث رقم ٦٧٢٣.

<<  <   >  >>