للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويدعو [ولكن يسلم ويمضي. وقال أيضا في المبسوط: لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو] ١ له ولأبي بكر وعمر فقيل له: إن أناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة وأكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة. فقال: لم يبلغنا هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك، ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده.

ثم قال الشيخ: فقول مالك في هذه الحكاية إن كان ثابتا عنه معناه: أنك إذا استقبلته وصليت عليه وسلمت عليه٢ وسألت الله له الوسيلة يشفع فيك يوم القيامة، فإن الأمم يوم القيامة يتوسلون بشفاعته، واستشفاع العبد به في الدنيا هو فعل ما يشفع له به يوم

القيامة، كسؤال الله له الوسيلة.

وكذلك ما نقل من رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة، ويدعو ويسلم. يعني دعا للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فهذا هو الدعاء المشروع هناك كالدعاء عند زيارة قبور المسلمين وهو الدعاء

لهم، فإن أحق الناس أن يصلى عليه ويدعى له بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه.

وبهذا تتفق أقوال مالك ويفرق بين الدعاء الذي أحبه والدعاء الذي كرهه وذكر أنه بدعة. انتهى.

ويشهد لذلك ما رواه عبد الرزاق في كتابه عن معمر عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول

الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه.


١ ما بين المعكوفين سقط من "ب".
٢ سقطت "وسلمت عليه" من "أ".

<<  <   >  >>