للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شيئا من ذلك لنقل عنهم لا عن أعرابي وغيره ممن لا تعرف حاله.

فلو وجد الناقل لهذه الحكاية١ شيئا من ذلك عن أحد من الصحابة وعلماء التابعين لكان أولى من نقله عمن لا يعرف بصحبة٢ ولا علم.

وأيضا فهذه حكايات بغير إسناد معروف، بحيث لو يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث بغير إسناد معروف رجاله لم يلتفت إليها، مع أنه ليس في هذه الحكاية ونحوها أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يغفر له أو أن يدعو الله له.

قال المعترض ويعضد هذا الأثر المتقدم الذي تلقاه الأئمة بالقبول - يعني أثر العتبي - حتى ابن تيمية مع أنه شدد في ذلك.

فكذب على ابن تيمية في قوله إنه تلقاه بالقبول، بل ابن تيمية خطأ من احتج بحكاية العتبي كما قدمنا عنه. وما روي من قول سواد بن قارب.

فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

فهذا٣ بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كما تقدم من حديث أنس، وكاستشفاع الناس به يوم القيامة. وقوله: أدنى المرسلين وسيلة. فهو كذلك صلوات الله وسلامه عليه، لأن الوسيلة هي القربة، والتوسل إلى الله: التقرب إليه بطاعته وإتباع رسوله والاقتداء به، وهذا هو الوسيلة المأمور بها في قوله سبحانه: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} ومن الوسيلة دعاؤه لهم صلى الله عليه وسلم وطلبهم ذلك منه في حياته كما كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم ويستسقي لهم كقول عمر: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا. الحديث.

فهذا من الوسيلة المأمور بها.


واحتج المعترض بما روي أنه قيل لابن عمر - حين خدرت رجله -:
١ في "ب" و "ط" "الحكايات".
٢ في "ب" "بصحة".
{٣} في "ط " "فهذه ".

<<  <   >  >>