للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أو كلمة ليعرف بعضهم بعضا كما روي أن١ شعارهم] في بعض غزواتهم حم لا ينصرون٢ وفي بعضها أمت أمت٣.

وما ذكر عن الذين كانوا في زمن التابعين أنهم قالوا يا محمداه. حكاية بغير إسناد عمن لم يعرف من هم.

وما حكي أن خبيبا قال يامحمد. إن صح فهذا ونحوه يقوله الإنسان توجعا لفراق حبيبه، ولا يشك عاقل أن خبيبا وأشباهه لا يستغيثون بالنبي صلي الله عليه وسلم في تلك الحال وهو لا يسمع كلامهم، كيف وقال لهم صلى الله عليه وسلم لما استغاثوا به على رجل عنده في المدينة قال: "إنه لايستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل" ٤ ولكن صاحب الباطل يروج على الناس ويلبس عليهم بكل ما يقدر عليه، ولولا إتباع الهوى ما عارض بحكاية عن أعرابي، أو عن تاريخ لا يعرف غثه من سمينه، مع أنه ليس له فيما يحكيه حجة على باطله ومع ذلك يعارض به نصوص القرآن كقوله تعالى {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ} [يونس:١٠٦] {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف:٥] {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء:٥٦] فإذا كان الملائكة المقربون لايملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله فنبينا صلى الله عليه وسلم كذلك لا يكشف الضر عمن دعاه ولا تحويله، فلو كان يملك شيئا من ذلك لطلب أصحابه الذين هم أعلم الناس بالله وبرسوله وبدينه ذلك منه مع أن عموم هذه الآيات وغيرها تتناوله كغيره، لايشك في هذا عاقل سليم الفطرة فضلا عن العالم المنصف، هذا مع قوله


١ ما بين المعكوفين سقط من "ط".
٢ أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار، حديث ٢٥٩٧، والترمذي، كتاب الجهاد باب ما جاء في الشعار حديث ١٦٨٢.
٣ أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار، حديث ٢٥٩٦.
٤ تقدم تخريجه ص ٧٨.

<<  <   >  >>