للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العلماء كما بيننا بعض ذلك فيما تقدم، وكذا ما في كلامه من التناقض والمعارضة الصريحة لكلام الله ورسوله، ثم العجب ممن تلقى كلامه بالقبول ولا رأوا بعض ما فيه من الفضائح التي ينكرها العامي سليم الفطرة، ولكن الأمر كما قيل باطل وافق هوى، والهوى يعمي ويصم. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

ولنختم هذا الجواب بتلخيص فصل من "إغاثة اللهفان" لشمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى - قال بعد كلام سبق: ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به وما نهى عنه وما كان عليه أصحابه وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضادا للآخر مناقضا له، بحيث لا يجتمعان أبدا.

فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون عندها!!

ونهى عن اتخاذها مساجد، وهؤلاء يبنون عليها مساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله!! ونهى عن إيقاد السرج عليها، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقاد القناديل عليها!! ونهى أن تتخذ عيدا، وهؤلاء يتخذونها أعيادا ويجتمعون أياما كاجتماعهم للعيد أو أكثر!! وأمر بتسويتها كما روي مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته" ١. وفي صحيحه عن ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برذوذس، فتوفي صاحب لنا. فأمر فضالة بقبره فسوي. ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها٢. وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ويرفعونها من الأرض كالبيت، ويعقدون عليها القباب!! ونهى عن تجصيص القبر وأن يقعد عليه وأن يبني عليه، ونهى عن


١ أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر، حديث ٢٢٤٠.
٢ أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر، حديث ٢٢٣٩.

<<  <   >  >>