للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الكتابة عليها كما روى أبو داود في سننه عن جابر أنه صلى الله عليه وسلم "نهى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها" ١. قال الترمذي حديث حسن صحيح، وهؤلاء يتخذون عليها الألواح ويكتبون عليها القرآن وغيره!! ونهى أن يزاد عليها غير ترابها كما روى أبو داود من حديث جابر أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "نهى أن يجصص القبر ويكتب عليه أو يزاد عليه" ٢ وهؤلاء يزيدون عليه سوى التراب الآجر والأحجار والجص.

إلى أن قال: فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده من النهي عما تقدم ذكره في القبور وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه.

ولا ريب أن في ذلك من المفاسد ما يعجز العد عن حصره.

فمنها تعظيم الموقع في افتتان بها من العكوف عليها والمجاورة عندها وتعليق الستور عليها وسدانتها٣، وعبادها يرجحون المجاورة عندها على المجاورة عند البيت الحرام، ويرون سدانتها أفضل من خدمة المساجد والويل عندهم لقيمها ليلة يطفأ القنديل المعلق عليها.

ومنها النذر لها ولسدنتها.

ومنها اعتقاد المشركين بها أن بها يكشف البلاء وينصر على الأعداء ويستنزل غيث السماء وتفرج الكربات وتقضى الحوائج وينصر المظلوم ويجار الخائف إلى غير ذلك.

ومنها الدخول في لعنة الله ورسوله باتخاذ المساجد عليها وإيقاد السرج.

ومنها الشرك الأكبر الذي يفعل عندها.


١ أخرجه الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها، ١٠٥٢.
٢ أخرجه أبو داود، كتاب الجنائز، باب البناء على القبور، حديث ٣٢٢٦.
٣ في "ط" "وسدانتها".

<<  <   >  >>