كل ذلك وما جاء في معناه في القرآن العزيز والسنة المطهرة ليؤكد أن الواقعين في دعاء الأنبياء والأولياء والملائكة فضلا عن غيرهم من الجن والشياطين؛ هم المذمومون المتنقصون حقا لجناب الأنبياء والصالحين، إذ خالفوا أوامرهم، بل نقضوا أصل دعوتهم: لا معبود بحق إلا الله وحده، {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} .
إن هؤلاء الذين يضلون الأمة ويربونها على تنقيص جانب الربوبية، ويزيدون على ذلك: رمي أهل الحق والتوحيد بأعظم الفرى وأقبح الشائعات ليصدوا الناس عن سبيل الله تعالى، لينتقم الله تعالى منهم، ومن انتقام الله تعالى منهم وغيرته تعالى وتقدس على حدوده ومحارمه؛ بعث من يتصدى لهم: يبطل ما بنوه، ويفرق ما جمعوه، ويكشف ما ستروه:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} . [الحج ٦٢] . وأن يضرب مثل في ذلك؛ فمثل عزيز: أمة في رجل. إنه محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى العالم الإمام شيخ الإسلام. رجل واحد حمل لواء الدعوة إلى التوحيد، وتبديد ما أرساه القبوريون بثقل علماء السوء وولاة السوء، فجعل بفضل الله وحده ذلك كله قاعا صفصفا، وبنى للتوحيد وأهله بناء مشيدا وحصنا عظيما، صمد إلى الآن أمام كل