للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التحديات، بل تثلمت معاول الهدم التي هرع إليها حفدة القبوريون ووراثهم، وذلك دليل صدق على عون الله تعالى للشيخ محمد، وتأييده له، وأنه صادق مخلص محب لصلاح الأمة مشفق عليها.

لقد ترامت دعوته المباركة في جميع الأقطار، واستجاب لها أهل الفطر والأبصار، فلا بلد بحمد الله تعالى إلا وأثر دعوة الشيخ فيه واضحة وآثاره مرفوعة ظاهرة. ١

وخلفه في هذا المنصب الكبير أبناؤه وأحفاده وتلامذة الجميع رحمهم الله تعالى رحمة

واسعة.

والشيخ العالم الفقيه: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، أحد ثمار غرس الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، فقد تتلمذ على يد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، والشيخ حمد بن ناصر بن معمر، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وغيرهم من تلاميذه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حتى كان من أوعية العلم وفحول العلماء: درس وقضى، وأفتى، ووعظ، وألف.

وكان مما جلس فيه للقضاء من الأمصار: القصيم، حيث بعثه الإمام تركي بن عبد الله عام ١٢٤٨هـ إلى ذلك. ثم رجع إلى شقراء للتدريس والإفتاء بعد مقتل الإمام تركي سنة ١٢٤٩ هـ. وفي سنة ١٢٥١ هـ بعثه الإمام فيصل ابن تركي إلى القصيم لتولي القضاء، فذهب واستوطن عنيزة حتى سنة ١٢٧٠هـ.

وقد جاء إلى عنيزة وقت قضاء الشيخ بها رجل عراقي يقال له: داود بن جرجيس، في طريقه إلى الحج، فقرأ على الشيخ طرفا من تفسير


١ زعم بعضهم: أن الشيخ محمدا "قام مع من شاء الله من إخوانه من علماء نجد بالدعوة إلى التوحيد" وهذا قول جاهل بمبادئ تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إذ قد أجمع الناس كلهم على أن القائم بالدعوة إلى التوحيد هو الشيخ محمد وحده، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ولا راد لفضل الله تعالى.

<<  <   >  >>