للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البيضاوي، وبعضا من فقه الحنابلة، ثم طلب من الشيخ أن يجيزه في فقه الحنابلة، فأجازه، وأذن له بالتدريس.

ثم إنه وقعت منه مخالفات عقدية، فأحضره الشيخ عبد الله، وكشف شبهته فيها، وكتب رسالة في ذلك سماها بعض طلبته: "الانتصار} . ١

فأظهر داود الرجوع عما وقع فيه من الخطأ، ثم إن داود حج ورجع إلى بلده، وأخذ ينصر تلك الشبهة، ويتطلب أشياء من كلام العلماء ليؤيد بها شبهته، فأخذ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أشياء ظنها له، وهي عليه.

وبعد أربع سنوات حج داود مرة أخرى، ونزل أيضا في بلد عنيزة، وصرح بأنه مازال على تأييد شبهته، وأن رجوعه السابق قد رجع عنه.

فأحضره الشيخ عبد الله، وسأله عن نقضه لرجوعه السابق، فأبرز داود عبارات لشيخ الإسلام ابن تيمية. فطلب الشيخ عبد الله إحضار الكتب التي نقل منها تلك العبارات، فوجدت إيرادات يوردها ابن تيمية للرد عليها وإبطالها، فسكت داود وأسر في نفسه العداوة للشيخ وعامة علماء نجد.

فلما رجع إلى بلاده في العراق؛ أرسل رسالة إلى أحد أصدقائه في بلد عنيزة ضمنها أدلة لما رد به على الشيخ عبد الله، فأطلع الشيخ عليها، فوجدها نفس الشبهة الأولى إلا أنه زاد عليها: أنه لا فرق بين الأحياء والأموات، وأن السؤال من الميت كالسؤال من

الحي. فانتدب لها الشيخ وردها بكتاب سماه: "تأسيس التقديس".

هذه قصة كتابنا هذا كما حكاها الشيخ المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر رحمه الله تعالى في "عنوان المجد في تاريخ نجد". ٢


١ طبعت عدة طبعات. آخرها طبعة بتحقيق الشيخ الفاضل الدكتور الوليد بن عبد الرحمن الفريان.
٢ من مخطوطة للكتاب عند الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن البسام، نقله عنها في كتابه الفريد المحرر: {علماء نجد خلال ثمانية قرون} {٤/٢٣٠} .

<<  <   >  >>