للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلا الله ١ أي هي من الخمس المذكورة في الآية التي اختص الله بعلمها ولا أظن هذا التأويل يصدر ممن عنده علم لأن نص الحديث يكذبه واحتجاج المعترض بما حكاه في تأويل هذا الحديث وبما نقله عن المدابغي صريح في أنه يقول بذلك وهذا كفر صريح لمعارضته نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

واستشهد هذا على دعواه بما نقله عن علي القارئ في شرح المشكاة أنه قال: ما التوفيق بين قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان:٣٤] وبين ما اشتهر عن العرفاء من الأخبار الغيبية كما قال الشيخ الكبير أبو عبدا لله في معتقده أنه قال: ونعتقد أن العبد يتنقل في الأحوال حتى يصير إلى نعت الروحانية فيعلم الغيب وتطوى له الأرض، ويمشي على الماء، ويغيب عن الأبصار، فالجواب: أن للغيب مبادئ ولواحق فمباديه لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل وأما اللواحق فهو ما أظهره الله على بعض أحبابه من لوحة علمه وخرج دلك عن الغيب المطلق فصار غيبا إضافيا وذلك إذا تنورت الروح ٢ القدسية وازداد نورها وإشراقها والمواظبة على العلم والعمل وفيضان الأنوار الإلهية حتى يقوى النور وينبسط في فضاء قلبه فتنعكس فيه النقوش المرسمة في اللوح المحفوظ ويطلع على المغيبات ويتصرف في أجسام العالم السفلي. انتهى.

مراده بالنقوش المرسمة في اللوح المحفوظ الكتابة التي جرى بها القلم في اللوح المحفوظ.

أورد المعترض هذا الكلام بعد قوله وهذا قررناه بناء على أن الله سبحانه يطلع نبينا وغيره من المقربين على الخمس، فاحتج بقول هذا الضال على دعواه الباطلة من أن الله يطلع نبينا وغيره على الخمس، فمن ادعى أنه إذا أراض نفسه يرى ما كتب في اللوح المحفوظ ويعلم الغيب


١ تقدم تخريجه آنفا.
٢ في "ب" "تنور الريح"

<<  <   >  >>