للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال في الساعة لا يجليها لوقتها إلا الله، وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك وما شاء الله من خلقه.

وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، لكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى أو سعيدا أو شقيا علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه، وكذلك لا تدري نفس ماذا تكسب غدا في دنياها وأخراها وما تدري نفس بأي أرض تموت.

قال المعترض: وقد أخذ جمع من العلماء أن قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل:

"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" ١ أن المعنى أنا وأنت في العلم بها سواء فكما تعلمها أنت أعلمها أنا.

فالعجب من هذا التحريف لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شابه فيه اليهود الذي يحرفون الكلم عن مواضعه مع معارضته لنص الحديث نفسه حديث جبريل من رواية أبي هريرة في الصحيحين لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربتها فذلك من أشراطها، وإذا رأيت الحفاة العراة رؤوس الناس ٢ فذالك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذلك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا رسول الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} ٣ الآية وقوله: في خمس لا يعلمهن


١ أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم ٥٠، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: الإسلام ما هو، وبيان خصاله، حديث رقم ٩٩. كلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب: الإيمان والإسلام والإحسان ٠٠ حديث رقم ٩٣، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٢ في "أ" الحفاة العراة رعاء الشاء رؤوس الناس".
٣ أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة لقمان، باب قوله: إن الله عنده علم الساعة، حديث رقم ٤٧٧٧، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإسلام ما هو وبيان خصاله حديث رقم ٩٩.

<<  <   >  >>