للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه وقد قيل له إن أبا محمد يزعم:

٣٣- "إن الوتر واجب"١.

فقال: كذب أبو محمد٢.

وأبو محمد هذا من الصحابة رضي الله عنهم ونحو ذلك.

فالأمر فيه بين والخطب هين لسهولة تأويلها وإنها لا تعارض نصوص الكتاب والسنة المشهورة.

وأما الذي أولع به أكثر أهل البدع وهو الفتن والحروب التي كانت بينهم، فقطعوا على كل من قاتل علياً رضي الله عنه من أهل الجمل وصفين بالفسق، واستثنى بعضهم من ذلك عائشة طلحة والزبير رضي الله عنهم. قال: لأنهم تابوا من ذلك دون معاوية ومن كان معه.

ولهم في ذلك أقوال كثيرة تقدم بعضها. ويقشعر القلب من سماعها، ثم يعضدون ذلك بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من تحريم الدماء، وذكر ما يترتب على سفكها.

ولأهل السنة عن ذلك أجوبة كثيرة مجملة ومفصلة، وحاصل الإجمالية ترجع إلى وجهين:


١ رواه مالك في الموطأ وعبد الرزاق في مصنفه وأبو داود في سننه.
تنوير المحالك ١/١١٠، المصنف ٣/٥، عون المعبود ٤/٢٩٤.
٢ كذب أبو محمد، أي أخطأ.
وسماه كذباً لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب، كما أن الكذب ضد الصدق. وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب.
والإجتهاد لا يدخله الكذب، وإنما يدخله الخطأ.
عون المعبود ٤/٢٩٥.

<<  <   >  >>