ثم قال: "ثم اقتضت حكمة الرب الخالق – سبحانه - أن جعل ماء الأذن مرا في غاية المرارة، فلا يجاوزه الحيوان، ولا يقطعه داخلا إلى باطن الأذن، بل إذا وصل إليه أعمل الحيلة في رجوعه، جعل ماء العينين ملحا ليحفظها فإنها شحمة قابلة للفساد، فكانت ملوحة مائها صيانة لها، وحفظا، وجعل ماء الفم عذبا حلوا ليدرك به طعوم الأشياء". ٢ وقال أيضا في المفتاح ١/١٨٩،: عند كلامه على العين: "انظر كيف حسن - الخالق جل وعلا - شكل العينين وهيأتهما، ومقدارهما، ثم جملهما بالأجفان غطاء لهما، وسترا وحفظا، وزينة، فهما يتلقيان عن العينين الأذى، والقذى، والغبار، ويكنانهما من البارد المؤذي، والحار المؤذي، ثم غرس في أطراف تلك الأجفان الأهداب جمالا وزينة، ولمنافع أخر وراء الجمال والزينة، ثم أودعهما ذلك النور الباصر، والضوء الباهر، الذي يخرق ما بين السماء والأرض، ثم يخرق السماء مجاوزا لرؤية ما فوقها من الكواكب، وقد أودع – سبحانه - هذا السر العجيب. في هذا المقدار الصغير؟ بحيث تنطبع فيه صورة السماوات مع اتساع أكنافها، وتباعد أقطارها. ٣ هو أبو محمد القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني، الأندلسي، الشاطبي، ناظم (الشاطبية) في القراءات، وكذا (الرائية) ، وقد سارت بقصيدتيه هاتين الركبان، وكان ذكيا، عالما بالحديث والتفسير واللغة. مات بمصر سنة (٥٩٠ هـ) . ترجمته في: وفيات الأعيان ٤/ ٧١، نكت الهميان ٢٢٨، سير أعلام النبلاء ٢١/ ٢٦١، الأعلام ٥/ ١٨٥.