للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " فيه إثبات هذه الصفة لله تعالى ١، والقاعدة: أنَّ كلَّ ما يضاف إلى الله عز وجل من الصفات فهو على الوجه الذي يليق بكماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى.

" وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لما خلق الله الخلق كتب في كتاب، فكتبه على نفسه، فهو موضوع عنده على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي""

هذا فيه تفسير للآية السابقة، وهي قوله جل وعلا: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ٢، ولهذا يورده المفسرون بالمأثور عند هذه الآية.

ولكتابته تبارك وتعالى لهذا الكتاب حِكَمٌ، قد يظهر لنا منها شيء وقد لا يظهر، ومما ذكره أهل العلم من الحكم في ذلك: تعظيم هذا الأمر ومزيد العناية به؛ ففي إعلام العباد بهذا الكتاب من الآثار المباركة الشيء الكثير، فإذا علم العبد أنَّ الرب العظيم كتب ـ عندما قدر إيجاد الخلائق ـ كتاباً، كتب فيه: إنَّ رحمتي غلبت غضبي ووضعه عنده فوق العرش، فلا شك أنَّه سيعظم رجاؤه في الله، ويعظم أمله في نيل رحمة الله، ويقبل في طلبها.

ونحن نؤمن بهذا الكتاب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم سواء علمنا الحكمة من هذه الكتابة أو لم نعلمها.

وفي الحديث فوائد أخرى، منها: إثبات علو الله عز وجل على عرشه.

وفيه: إثبات العرش.

وفيه: إثبات هذا الكتاب، وأنه موضوع عنده تعالى فوق العرش.

" إنَّ رحمتي تغلب غضبي " أي أنَّ الرحمة أشمل وأوسع من الغضب،


١ انظر: فتاوى اللجنة الدائمة " ٣/١٩٦ "
٢ الآية ١٢ من سورة الأنعام.

<<  <   >  >>