للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" فمن اقتدى بما سنوا اهتدى، ومن استبصر بها بصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين، ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً " ويشهد لهذا قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} ١.

" وقال الأوزاعي:""اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل في ما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنَّه يسعك ما وسعهم " "

" اصبر على السنة " ولابد عموماً من الصبر على طاعة الله، كما قال الله تعالى لنبيه: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ٢، وهذا يتناول الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على أقدار الله المؤلمة؛ لأنَّ حكم الله نوعان:

١ـ حكم ديني شرعي، وهذا يتناول الأوامر والنواهي.

٢ـ حكم كوني قدري، وهذا يتناول المصائب.

وقد يبتلى العبد بصوارف عن السنة وصواد عن التمسك بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فليصبر على السنة، وليحبس نفسه عليها، وليلزم بها نفسه إلى أن يتوفاه الله عز وجل.

ويسمي ابن القيم هذه الصوارف عوائق، فقال:""أما العوائق فهي أنواع المخالفات ظاهرها وباطنها فإنَّها تعوق القلب عن سيره إلى الله، وتقطع عليه طريقه، وهي ثلاثة أمور: شرك وبدعة ومعصية. فيزول عائق الشرك بتجريد التوحيد، وعائق البدعة بتحقيق السنة، وعائق المعصية بتصحيح التوبة " ٣.


١ الآية ١١٥ من سورة النساء.
٢ الآية ٤٨ من سورة الطور.
٣ الفوائد " ص١٥٤ "

<<  <   >  >>