للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ثبت عن الإمام مالك إمام دار الهجرة - وهو من تابعي التابعين - أن سأله رجل فقال: يا أبا عبد الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] كيف استوى? فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء " العرق " ثم قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً" ثم أمر به أن يخرج"١".

وقال الحافظ الذهبي الشافعي: "هذا ثابت عن مالك، وتقدم


وقال أبوعبد الله القرطبي المالكي المتوفى سنة ٦٧١هـ في تفسيره ٧/٢١٩: "لم ينكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة". وقال الحافظ الذهبي الشافعي في آخر كتاب العلو ص٢٦٧: "والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة". وينظر مجموع الفتاوى ٣/٢٦٠. وكذلك نقل إجماع أهل السنة على استواء الله تعالى على عرشه بذاته جمع كثير من أهل العلم غير من ذكر. ينظر مجموع الفتاوى ٥/١٨٩-١٩٣.
"١" رواه الدارمي في الرد على الجهمية ص٢٨٠، والصابوني ١/١١٠، ١١١، والبيهقي في الصفات "٨٦٧"، وابن عبد البر في التمهيد ٧/١٥١ وغيرهم من طرق عن مالك. وهو بهذه الطرق صحيح إلى مالك. وقد جزم الحافظ الذهبي بثبوته في العلو ٢/٩٥٤. ورواه البيهقي "٨٦٦" بنحوه أخصر منه. وصحح إسناده الذهبي في العلو "٣٤٤"، وجوّد إسناده الحافظ في الفتح ١٣/٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>