للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن أقر بتوحيد الربوبية وجب عليه أن يعبد الله تعالى شكراً له، فمن أقرَّ بأن الله تعالى خالقه ورازقه والمنعم عليه بجميع النعم وجب عليه أن يشكر الله تعالى على ذلك بعبادته وحده دون سواه.

وقد روى الحارث الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ... " فذكر الحديث بطوله، وفيه: " أولهن - أي أول هذه الكلمات - أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق، ثم قال له: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل، وأدِّ إليّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك، وإن الله خلقكم ورزقكم، فلا تشركوا به شيئاً " (١) .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك ".متفق عليه (٢) .

وهذا التوحيد قد أقر به أكثر الخلق في القديم والحديث، ولم ينكره إلا القليل، ومنهم فرعون وملؤه الذين أنكروا وجود الله بالكلية،


(١) رواه الإمام أحمد ٤/١٣٠، ٢٠٢، والطيالسي (١١٦١، ١١٦٢) ، والترمذي في الأمثال (٢٨٦٣، ٢٨٦٤) ، وقال: " حسن صحيح غريب "، وابن خزيمة في صحيحه (٤٨٤، ٩٣٠) ، وابن حبان (٦٢٣٣) ، والحاكم ١/١١٨، وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، وقد حسّن ابن كثير إسناد الإمام أحمد.
(٢) صحيح البخاري (٦٨٦١) ، وصحيح مسلم (٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>