للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان:١٥] "١".

٤- يجوز برهم بالهدية ونحوها لترغيبهم في الإسلام، أو في حال دعوتهم، أو لكف شرهم عن المسلمين، أو مكافأة لهم على مسالمتهم للمسلمين وعدم اعتدائهم عليهم، ليستمروا على ذلك، أو لما يشبه هذه الأمور من المصالح الشرعية، قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: ٨] ، والبر هو: الاحسان إليهم بالمال


"١" وفي معنى هذه الآية: الآية "٨" من سورة العنكبوت، وينظر: مصنف عبد الرزاق كتاب أهل الكتاب ٦/٣٣ - ٣٦، وكتاب أهل الكتابين ١١/٣٥٢، ٣٥٣، أحكام أهل الذمة ١/١٥٨، مجموع فتاوى شيخنا محمد بن عثيمين ٣/١٨.
وقد روى البخاري في الهبة باب الهدية للمشركين "٢٦٢٠"، ومسلم "١٠٠٣" أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت أبي بكر أن تصل أمها، وهي مشركة. وروى البخاري في الباب السابق "٢٦١٩"، ومسلم "٢٠٦٨" أن عمر بن الخطاب أهدى إلى أخيه حلة وهو مشرك، وذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت في صحيح البخاري "١٠٢٠، ٤٨٢١، ٤٨٢٢" أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لقريش لما أصابهم الجهد وذكَّره أبو سفيان بأنه يأمر بصلة الرحم، فسقوا الغيث سبعة أيام متواصلة، فشكا الناس كثرة المطر، فقال: " اللهم حوالينا ولا علينا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>