قائمين يذكرون الله تعالى، ينطرحون بين يديه، {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}[الزمر: ١٩]
كان سعيد بن جبير- رحمه الله- إذا دخلت ليالي العشر، ضاعف من عبادته، واجتهد فيها اجتهاداً لا يكاد أحد أن يبلغه أو يأتي بمثله، وكان يقول: لا تطفئوا سُرُجَكم ليالي العشر؛ من شدة حرصه على العمل الصالح، وحثه لإخوانه على المسابقة إلى الطاعة.
ألا لا وقتَ للعمال فيه ... ثواب الخير أقرب للإصابه
من أوقات الليالي العشر حقاً ... فشمر واطلبَنْ فيها الإنابة
إن عبادَ الله المخبتين، دائمو الصلة بربهم، لا يفترون من القيام، ولا يملون من الصلاة والصيام، لا يُقَوِّتون لحظة من الليالي والأيام، إلاَّ زرعوا فيها عملاً صالحاً، وأودعوا فيها خَصلةً نافعة، قد قويت