للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحادية عشرة: استجهال الله إياهم حيث لم يسيروا في الأرض فيعتبروا بمن قبلهم، فدل على أن فهم ذلك مقدور لهم.

الثانية عشرة: إخباره أن ما يعطي الله من أطاع الرسل خير مما أعطى يوسف وسليمان وأيوب وغيرهم من حسن عاقبة الطاعة.

الثالثة عشرة: أن سنة الله في الرسل ومن اتبعهم وسنته فيمن خالفهم في الدنيا قبل الآخرة من أظهر البينات للكفار الجهال، فمن لم يفهمها يقال له: كيف زال عقلك؟

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} ١ إلى آخر السورة ٢.

فيه مسائل:

الأولى: تأخير النصر على الرسل حتى استبطؤوا ولا يعجل الله لعجلة أحد.

الثانية: إذا عرف أن هذه سنة فكيف يستعجل من يزعم أنه سميع لهم، كما قال صلى الله عليه وسلم "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل " ٣ ٤.

الثالثة: أن ما يقع في القلب من خواطر الشيطان لا يضر، بل هو صريح الإيمان إذا كان مع الكراهة.


١ سورة يوسف آية: ١١٠.
٢ قوله تعالى: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين. لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) الآيتان ١١٠-١١١.
٣ البخاري: الدعوات (٦٣٤٠) , ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧٣٥) , والترمذي: الدعوات (٣٣٨٧) , وأبو داود: الصلاة (١٤٨٤) , وابن ماجه: الدعاء (٣٨٥٣) , وأحمد (٢/٣٩٦ ,٢/٤٨٧) , ومالك: النداء للصلاة (٤٩٥) .
٤ سنن الترمذي (كتاب الدعوات) .

<<  <   >  >>