فإذا تبين لك هذا، فاعلم أن من أدخل اسم الصورة في أسماء الله قد أخطأ أقبح خطأ، لأن باب الأفعال والإخبار عن الله أوسع من باب الأسماء، ولفظ الصورة لم يذكره أحد من علماء أهل السنة والجماعة في عقائدهم وإنما ذكر ذلك بعض من ينتسب إلى أهل السنة، فمن اشتق من أفعال الله سبحانه وتعالى أسماء وأوصافا لم يذكرها الله ولا رسوله إلا على سبيل الإخبار، فنقول في ذلك ما قاله الله ورسوله، وأخبر به في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث، والله أعلم. وقد تقدم التنبيه على أن السلف رضوان الله عليهم قد فسروا آيات الصفات وأحاديثها، وبينوا من معانيها ونهوا عن تأويلات الجهمية، وذكرنا ما ذكره شيخ الإسلام من أن مذهب أهل التفويض أشر المذاهب وأخبثها، ونسبة ذلك إلى السلف