للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخامس: ماروي عن ابن المبارك١ رحمه الله أنه قال: الورق والمداد مخلوق فأما القرآن فليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل٢.

وروي عن إسحاق بن راهويه٣ نحو ما ذكرنا٤.

قلت: فإشارات هؤلاء السادة الفضلاء والأئمة العلماء رحمهم الله إلى الاحتراز عن القول بحدوث الحروف صيانة الكلام العزيز عن طرق الحدوث إليه بوجه من الوجوه، فلا سبيل إلى الخروج عما اعتقدوه فهم القدوة للإسلام والأنجم في الظلام.

وأما ما نقل عن أصحاب السير والأخبار:

فقد نقل عن ابن قتيبة٥ في كتاب" المعارف" إن الله تعالى عوض آدم عن ولده هابيل شيث وأنزل عليه تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وأنزل عليه حروف المعجم في تسع وعشرين صحيفة.


١ عبد الله بن المبارك بن واضح، الإمام شيخ الإسلام، عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته، أبو عبد الرحمن الحنظلي، مولاهم التركي ثم المروزي، الحافظ الغازي، أحد الأعلام، ولد سنة (١١٨هـ) وتوفي رحمه الله في سنة (١٨١هـ) "سير أعلام النبلاء" (٧-٦٠٢) .
٢ رواه عبد الله بن أحمد في" السنة" (ص:١٥٦) واللالكائي في" أصول اعتقاد أهل السنة" (٢-٢٥٥) عن ابن المبارك وروي نحوه عن ابن مسعود مرفوعاً، ولكن فيه أحمد بن مهدي، وهو متروك الحديث. قال الحافظ بن حجر: في إسناده غير مجهول، وهو موضوع.
٣ إسحاق بن راهويه، الإمام الكبير، شيخ المشرق، سيد الحفاظ، أبو يعقوب، مولده سنة (١٦١هـ) وتوفي رحمه الله سنة (٢٣٨) "سير أعلام النبلاء" (٩-٥٤٧) .
٤ وعن عبد الرحمن بن مهدي، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، والحسن، والعطاف بن قيس وغيرهم.
٥ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدنيوري، أبو محمد، ذو الفنون، العلامة الكبير، ولي قضاء الدينور، وكان رأساً في علم اللسان العربي، والأخبار وأيام الناس، وتوفي رحمه الله سنة (٢٧٦هـ) " سير أعلام النبلاء" (٦٢٥)

<<  <   >  >>