للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مغرم

وأي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم

وحي على السوق الذي فيه يلتقي ... المحبون ذاك السوق للقوم تعلم

فما شئت خذ منه بلا ثمن له ... فقد أسلف التجار فيه واسلموا

وحي على يوم المزيد الذي به ... زيارة رب العرش فاليوم موسم

وحي على واد هنالك أفيح ... وتربته من إذفر المسك أعظم

منابر من نور هناك وفضة ... ومن خالص العقيان لا تتقصم

وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا ... لمن دون أصحاب المنابر يعلم

فبينا هموا في عيشهم وسرورهم ... وأرزاقهم تجري عليهم ونقسم

ذاهم بنور ساطع أشرقت له ... بأقطارها الجنات لا يتوهم

تجلى لهم رب السماوات جهرة ... فيضحك فوق العرش ثم يكلم

سلام عليكم يسمعون جميعهم ... بآذانهم تسليمه إذ يسلم

يقول سلوني ما أشتهيتم فكل ما ... تريدون عندي أنني أنا أرحم

فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا ... فأنت الذي تولى الجميل وترحم

فيعطيهم هذا ويشهد جميعهم ... عليه تعالى الله فالله أكرم

فيا بائعا هذا ببخس معجل ... كأنك لا تدري بلى سوف تعلم

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

فصل

وهذا كتاب اجتهدت في جمعه وترتيبه وتفصيله وتبويبه فهو للمحزون سلوة وللمشتاق إلى تلك العرائس جلوة محرك للقلوب إلى أجل مطلوب وحاد للنفوس إلى مجاورة الملك القدوس ممتع لقارئه مشوق للناظر فيه لا يسأمه الجليس ولا يمله الأنيس مشتمل من بدائع الفوائد وفرائد القلائد على ما لعل المجتهد في الطلب لا يظفر به فيما سواه من الكتب مع تضمينه

<<  <   >  >>