١ أي: لا تكرهوا أحد على الدخول في الإسلام، فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه، فمن هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره، فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا، قيل: في عدد من أولاد الأنصار أرادوا استردادهم لما أجليت بنوا النضير، وقيل: كان في إبتداء الأمر ثم نسخ بالأمر بالقتال، قال الشيخ: شرع الجهاد على مراتب: فأول ما أنزل الله فيه الإذن فيه بقوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [الحج: من الآية٣٩] ثم نزل وجوبه بقوله: {كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ} [النساء: من الآية٧٧] ولم يؤمروا بقتال من سالمهم، وكذا من هادنهم، ثم أنزل الله في (براءة) الأمر بنبذ العهد وقتال المشركين كافة، وبقتال أهل الكتاب إذا لم يسلموا حتى يعطوا الجزية، ولم يبح ترك