للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العلم بمعنى الظاهر:

ذهب بعض القائلين بإفادة خبر الواحد العلم إلى أن المراد بالعلم فيه هو العلم الظاهر، وممن نقل عنه ذلك الحسين بن علي الكرابيسي، وأبو بكر القفال، وصرح به السرخسي أثناء استدلاله على وجوب العمل بخبر الواحد حيث قال: "فإنه عندنا عمل هو ثابت من حيث الظاهر، ولكنه غيرمقطوع به، وقد سمى الله تعالى مثله علماً، فقال: {وَمَا شَهِدْنَا إلاَّ بِمَا عَلِمْنَا} ١، وإنما قالوا ذلك سماعاً من مخبر أخبرهم به، وقال: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} ٢وإنما قالت ذلك باعتبار غالب الرأي واعتماد نوع من الظاهر، فدل على أن مثله علم لا ظن إنما الظن عند خبر الفاسق، ولهذا أمر الله بالتوقف في خبره، وبين المعنى فيه بقوله: {أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} ٣فيكون بالتوقف في خبره ذلك بياناً أن من اعتمد خبر العدل


١ سورة يوسف آية: ٨١.
٢ سورة الممتحنة آية: ١٠.
٣ سورة الحجرات آية: ٦.

<<  <   >  >>