للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن كونها آحاداً، وهم قبلوها بعد الاستظهار، ولذا قال عمر لأبي موسى: "إني لم أتهمك، ولكني خشيت أن يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم "١.

وبين رضي الله عنه سبب رده لخبر فاطمة بنت قيس بقوله: "لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري لعلها صدقت أم نسيت" ٢،فقوله: "نسيت" صريح في سبب الرد٣.

قال الغزالي: "الذي رويناه قاطع في عملهم، وما ذكرتموه رد لأسباب عارضة تقتضي الرد، ولا تدل على بطلان الأصل، كما أن ردهم بعض نصوص القرآن، وتركهم بعض أنواع القياس، ورد القاضي بعض أنواع الشهادات لا يدل على بطلان الأصل"٤.

وأما رد عائشة -رضي الله عنها- خبر ابن عمر -رضي الله عنهما- فلأنه عارض القطعي، حيث استدلت بقوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ٥.فهي لم ترده لكونه خبر واحد.


١ المستصفى للغزالي١/١٥٤.
٢ المستصفى للغزالي١/١٥٤.
٣ انظر الإحكام للآمدي٢/٦١، المستصفى١/١٥٤.
٤ المستصفى١/١٥٣.
٥ فتح الباري شرح صحيح البخاري١٣/٢٣٥، والآية من سورة فاطر آية: ١٨.

<<  <   >  >>