للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابن يوسف مؤلف الغاية (غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى) ، وكذلك الشيخ زامل بن سلطان تلميذ الشيخ موسى الحجاوي مؤلف الإقناع. فأمثال هؤلاء العلماء النجديين الكبار بلغوا في العلم مبلغا كبيرا، وانتهت إليهم الرئاسة العلمية في بلدان نجد، وهم قد اعتنقوا المذهب الحنبلي، فأثروا في أهل بلادهم، فصار جمهور النجديين حنابلة"١.

ثانيا: إن ابن تيمية وابن القيم أعلام مشهورون وفقهاء نابهون في المذهب الحنبلي اجتهاداتهم وترجيحاتهم المشهورة، فالتعرف على فكرهم من قبل طالب العلم والتمذهب بالمذهب الحنبلي أمر بديهي وحقيقة ميسورة.

ثالثا: إن الاتصال الفكري بين الحنابلة في الشام والحنابلة في نجد قوي ووثيق، إذ كانت مؤلفات الشاميين تصل إلى نجد بصورة مستمرة، وكان لهؤلاء تآليف عن شيخ الإسلام ابن تيمية في اجتهاداته وجهاده للبدع والخرافات، مما جعله رمزا لبطولة العلماء وكفاح المخلصين في وسط الحنابلة أين كانوا، ولعل في (سابقة) التي ذكرها ابن بشر ما يشير إلى هذا المعنى إذ يقول: "وفي سنة ثلاث وثلاثين وألف توفي الشيخ العالم العلامة مرعي بن يوسف الحنبلي المقدسي الأزهري. كانت له اليد الطولى في معرفة الفقه وغيره، صنف مصنفات عديدة في فنون من العلوم.. فمنها دليل الطالب.. وصنف غاية المنتهى في جمع الإقناع والمنتهى.. وذكر لي شيخنا عثمان بن منصور أنه بيضها مرتين، واحدة أرسلها إلى نجد وواحدة أرسلها إلى الشام، فلهذا نجد في بعض النسخ منها زيادة ونقصانا عن الأخرى.. وصنف مرعي غير ذلك مصنفات كثيرة منها: كتاب بهجة الناظرين في العالم العلوي والسفلي، وصفة الجنة والنار وكتاب المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، وكتاب الدرة المضيئة في مناقب ابن تيمية.."٢.

ونخلص من هذا إلى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد تعرف على فكر ابن تيمية وابن القيم من قبل رحلته إلى الحجاز والشام؛ إذ أن هذين العلمين كانا من أشهر أعلام


١ عبد الله البسام, جـ١ ص١٩-٢٠.
٢ السوابق, ص١٩٧,١٩٨.

<<  <   >  >>