للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحكى أن الشيخ وقف يوما عند الحجرة النبوية عند أناس يدعون ويستغيثون عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرآه محمد حياة السندي فأتى إلى الشيخ وقال ما تقول، قال: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون، فأقام في المدينة ما شاء، ثم خرج منها إلى نجد١. وهنا لم يحدد هذا المؤرخ الجليل تأثر الشيخ بكتاب أو عالم معين، وإنما شمل وعمم دون الإشارة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.

ومن الكتاب والمؤرخين الذين تتجه كتاباتهم هذا الاتجاه الأستاذ أحمد عبد الغفور العطار فيقول:

"ولما تجاوز محمد سن الطفولة زاد شغفه بالعلم، واستظهر أحاديث من الصحيحين والأمهات، وكلما تقدمت به السن تقدم في علمه وربا عقله، وما كاد يتم العشرين من عمره حتى صار عالما مرموقا في بلده.. "٢.

٢- وفريق آخر أثبت تعرفه وتعلقه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم منذ صباه وقبل مغادرته مسقط رأسه تحديدا وتعيينا، ومن هؤلاء عبد الله بن سعد الرويشد، ففي معرض حديثه عن نشأة الإمام العلمية يقول:

"تعلم على والده فدرس القرآن وحفظه على يديه، وعليه تعلم علوم العربية والفقه الحنبلي، وهكذا نشأ نشأة صالحة وظهرت عليه مخايل الذكاء والنجابة منذ صباه، وأكثر من قراءة القرآن والاطلاع على الكتب المتداولة، وظهرت بوادر ألمعيته واتقاد ذهنه، وأعجب بكتب ابن تيمية وابن القيم ومال إليها. ورأى كثيرا مما نعاه ابن تيمية على أهل عصره من البدع والضلالات ماثلا أمام عينيه في معتقدات وأعمال أهل عصره وبخاصة العامة منهم، ولما بلغ السادسة عشرة من عمره رآه والده أهلا للإمامة في الصلاة، فقدمه إماما للناس في المسجد"٣.

في هذا الاتجاه يسير أحمد بن حجر بن محمد آل أبو طامي فيقول:

"درس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث، وكان في صغره مكبا على كتب


١ عنوان المجد جـ١ ص١٩، ٢٠، ٢١.
٢ محمد بن عبد الوهاب, الطبعة الرابعة - بيروت: منشورات مكتبة العرفان ١٣٩٢/١٩٧٢م ص٣٢.
٣ الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التاريخ: مصر مكتبة عيسى البابي الحلبي جـ١ ص١١.

<<  <   >  >>