وما دونه ابن الحاج في كتابه من بدعة القبور وحدها ومخالفة الشرع فيها شيء كثير من فوادح الأخطاء في اختيار أمكنتها وطريقة بنائها وبناء البيوت حولها وانحرافها عن القبلة وأطوال الحفر فيها والدفن بها والقراءة والكتابة عليها ونصب الخيام وإشعال الأضواء والنيران والإقامة أياما وليالي يطهى عندها الطعام ويسقى الشراب١.
ويقول ابن الحاج: وقد صار هذا الحال في هذا الزمان أمرا معمولا به حتى لو تركه أحد منهم لكثر فيه القيل والقال فكيف لو أنكر ذلك! ولم يعلل ابن الحاج لما رآه من أنه أصبح عادة وهي إذا لزمت صار لها سلطان لا يقاوم ويعود البرهان غير مؤثر فيها.
وإذا تنبه فرد وأراد الانفلات من تأثيرها فإنه لا يلبث أن يرى جميع الزمرة التي ينتسب إليها تعاديه.
فإذا ثبت للعداوة ومضى في خلع العادة عد ذا خلق قوي ومزية تفوق المجتمع الذي ينتسب إليه.
وهذا الذي دونه ابن الحاج في بدعة القبور صغير لو قيس بما قاله في السحر والزار والاستشفاع بأجداث الأولياء وغير ذلك من الاعوجاج والفساد.
خفقات النجوم:
ولم يكن ليل المسلمين طامسا بل كانت تتخله خفقات نجوم تضيء وومضات بروق تلمع، ولكنها لم تؤذن بطلوع الصبح من قريب.
وكانت هذه الأضواء والومضات من رجال أتقياء أذكياء أفرغوا جهودهم الفردية في إنارة الطريق للسائرين، وربما لم يسلم واحد منهم من الخطأ والوهم أحيانا لكثرة المنعرجات في الأفكار، ومن هؤلاء أبو الحسن