للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتلاميذه بعد ذلك، وبين لهم أنه حي وبقى معهم حسب كلام صاحب أعمال الرسل "أربعين يوماً"١ ثم ارتفع إلى السماء وهم ينظرون إليه٢، وكانت مدة دعوة المسيح حسب الأناجيل الثلاثة الأولى لا تزيد عن سنة واحدة إذ لم يذكروا خلال دعوة المسيح إلا عيداً واحداً، أما إنجيل يوحنا فذكر ثلاثة أعياد٣ لليهود لهذا يرى كثير من النصارى أن مدة دعوته كانت ثلاث سنوات٤، وكان أتباعه خلال هذه المدة والذين خَلفَّهم بعده ينحصرون في الاثنى عشر حوارياً وآخرين يبلغ مجموعهم مائة وعشرين فقط٥.

وكل من نظر في الأناجيل التي بين يدي النصارى والتي تحوي دعوة المسيح ونشاطه، وتحركاته، ومواعظه، يتيقن أن المسيح لم يؤسس ديانة جديدة البتة، بل كان يلتزم بشريعة موسى عليه السلام ويدعو إلى الإلتزام بها، ويحرم الخروج عليها٦، وبهذا أيضاً وصى تلاميذه الذين أرسلهم إلى الدعوة في القرى٧.


١ أعمال الرسل (١/٣) .
٢ هذا ما أورده النصارى إجمالاً من قصة المسيح عليه السلام وما زعموه من صلبه وموته وقيامته، وقد أفردت مبحثاً خاصاً عن الصلب وبيان التناقض في كلام النصارى فيه وبيان بطلانه انظر ص ٢٦٦.
٣ انظر إنجيل يوحنا (٢/١٣) ، (٥/١) (١٢/١) .
٤ انظر تاريخ المسيحية (١/٣٣) .
٥ أعمال الرسل (١/١٥) .
٦ انظر إنجيل متى (٥/١٧) إنجيل لوقا (١٨/١٨) .
٧ انظر متى (١٠/٥) ، مرقص (٦/١٢) ، لوقا (٩/٢، ١٠/١) .

<<  <   >  >>