للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى لخبطهم على غير هدى"١.

نقول مع هذه الاعتراضات، ومع وعدم وجود أدلة تثبت صحة نسبته إلى يوحنا الحواري المزعوم، فلا يجوز لعاقل أن يدعي صحة نسبته إلى يوحنا، فضلاً عن أن يزعم أنه كتاب مقدس موحى به من الله، فهذا فيه إفتراء عظيم على الله عز وجل، وإضلال لعباد الله بالباطل.

بعد هذا كله يتضح للناظر اللبيب أن النصارى وكذلك اليهود من قبلهم لا يملكون مستنداً صحيحاً لكتبهم يثبت صحة نسبتها إلى من ينسبونها إليه، وإن من المعلوم أن أي إنسان أراد أن يقاضي إنساناً آخر لدى محكمة فلا يمكن أن تنظر المحكمة في دعواه ما لم يقدم من الإثباتات الصحيحة ما يصح اعتباره دليلاً، والنصارى لم يقدموا لأنفسهم ولا لأهل ملتهم من المستندات والأدلة شيئاً يثبتون به صحة كتبهم، بل لا يعرفون طريقاً إلى شيء من المستندات الصحيحة يقول الشيخ رحمه الله الهندي في كتابه العظيم "إظهار الحق" "ولذلك طلبنا مراراً من علمائهم الفحول السند المتصل فما قدروا عليه واعتذر بعض القسيسين في محفل المناظرة التي كانت بيني وبينهم٢ فقال: إن سبب


١ نقلاً عن كتاب دراسات في الكتاب المقدس. د. محمود علي حماية ص ٦٤.
٢ المقصود بها المناظرة الكبرى التي تمت في الهند بين الشيخ رحمة الله الهندي وزعيم المنصرين في الهند مبعوث الكنيسة الانجليزية د. فندر وكانت المناظرة سنة ١٨٥٤م في يومي ١٠-١١ نيسان وكانت موضوعاتها هي: النسخ والتحريف، وألوهية المسيح، والتثليث، وإعجاز القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد مُنِىَ د. فندر بهزيمة نكراء وخزي وعار بإقراره بالنسخ والتحريف. ثم قطع المناظرة، ثم جلا عن الهند، وفر منها وعاد إلى بريطانيا، بعد أن أظهر الله كذبه ونشر خزيه ورد عن المسلمين ولله الحمد عدوانه وشره. انظر أخبار المناظرة في مقدمة كتاب إظهار الحق ١/٣٤.

<<  <   >  >>