فآدم عليه السلام نبي والناس كلهم ذريته، ونوح عليه السلام إصطفى بالنبوة وأن ذريته هم الباقون، وإبراهيم عليه السلام اصطفى بالنبوة والخلة وأن النبوة من بعده في ذريته، وآل عمران اصطفوا بأن فيهم نبوة والقيام بالشؤون الدينية لدى اليهود وخاصة نسل هارون عليه السلام فتكون الآية دليلاً على أن مريم بنت عمران من نسل هارون بن عمران عليه السلام. ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} قال إبن إسحاق: أي مفرغاً للعبادة لخدمة بيت المقدس. تفسير ابن كثير (١/٣١٥) ، ويؤيد هذا ويؤكده قوله تعالى عن مريم {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} آل عمران (٣٧) ففيه دلالة على أنها من خدم البيت وعُبَّاده وخدمة بيت المقدس كما سبق ذكره خاصة بآل هارون عليه السلام.