للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن العقيدة النصرانية في الإله وفي المسيح، وفي نقاط عديدة ليس لأدلتها من الوضوح ما يكفي لجعلها مسلمات وقطعية الدلالة لكل نصراني نظر في الأناجيل وعلم أقوال المسيح، وهذا أمر يجب التوقف عنده والتفكير في مهمة المسيح ماذا كانت؟ فإنه إذا لم يكن وضح وجلي تلك القضايا وأبان عنها البيان الكامل الذي لا يفتح مجالاً للاختلاف فيها وخاصة أنها من أصول الديانة وأهم العقائد، فما هي مهمته إذاً؟

هل جاء ليلقي كلاماً مبهماً لا يعرف معناه يحار الناس فيه قروناً؟ أم أنه تكلم بكلام واضح وجلي كما هي حقيقة مهمة الرسل إلا أن الناس حرفوا كلامه بعد ذلك وحملوه على غير محامله ونسبوا إليه ما لم يقل؟!

سابعاً - إن المجامع قررت قرارات ولعنت وحرمت من لم يقل بها، وقررت أن سبيل النجاة هو اعتقاد تلك الأقوال - وهنا سؤال يطرح نفسه ماهو حال حواري المسيح وأوائل النصارى الذين لم يكونوا يعتقدون تلك العقيدة ولم يتكلموا فيها بكلمة، كالتثليث، وطبيعة المسيح وانبثاق الروح القدس من الأب أو الأب والابن معاً إلى غير ذلك.

ثامناً - إن المجامع قد صاغت العقيدة النصرانية بكل تفاصيلها، وذلك يدل على أن أن تلك العقيدة بتفاصيلها صنعة بشرية لم ينزلها الله تعالى على المسيح عليه السلام.

تاسعاً - أن المجامع النصرانية هي المصدر الحقيقي للديانة النصرانية المحرفة، لأن تلك الفهوم التي كانت تقرر وتصدر وفقها القرارات لم تكن تعتمد على نصوص قطعية واضحة، بل أحياناً كانت تعتمد على نصوص متشابهة وكلام

<<  <   >  >>