للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبوك. فأجاب يسوع لستم تعرفونني أنا ولا أبي لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً"١.

فبناءً على هذه النصوص زعم النصارى أن الله تعالى "أبٌّ " للمسيح أبوة حقيقية، وهو كلام باطل، ووهم خاطئ وافتراءٌ على الله تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا.

٣- الرد عليهم وبيان بطلان قولهم:

يرد عليهم من عدة أوجه:-

أولاً: أن النصارى اعتمدوا في إثبات هذا على ألفاظ وردت في الأناجيل الأربعة وغيرها من كتب العهد الجديد، وهذه الأناجيل كما سبق بيانه٢ لا تصلح أن تكون مستنداً لهذا لأنها كتب غير موثقة، ولم يستطع النصارى أن يثبتوا صحة نسبتها إلى الأشخاص الذين نسبت إليهم فضلاً عن أن ينسبوها إلى المسيح عليه السلام أو إلى الله عز وجل.

كما أن بينها اختلافات عديدة في هذه الألفاظ نفسها، فكلمة (أبي) وردت في "إنجيل متى" من كلام المسيح ما لا يقل عن اثنتي عشرة مرة، ولا تكاد تراها في "إنجيل مرقص"، أما "إنجيل لوقا" فذكرت في موضعين تقريباً، وأما "إنجيل يوحنا" فوردت فيه فيما يقارب ثمانية عشر موضعا٣ مما يدل على أن هذه الكلمة تتبع عقيدة خاصة وفهما خاصا لدى الكاتب لا يرتبط فيه ولا يلتزم بعبارة المسيح


١ وانظر أيضاً إنجيل يوحنا في (٥/١٨،٤٣) (٦/٣٢،٦٥) ، (٨/٢٨، ٣٨،٤٩،٥٤) (١٠/٢٥،٢٩،٣٧) ، (١٤/٢١،٢٨) ، (١٥/١،٢٤) .
٢ انظر موضوع. إسناد وتاريخ الأناجيل الأربعة.
٣ انظر هذه المواضع في الصفحة السابقة.

<<  <   >  >>